خذ الاْشجار مثالا لك، فاْن يغرس اْحدهم شوكا فى جسدك، واْن يغرس
اْنيابه فى قلبك شىء وارد، فترى الدنيا شديدة القسوة وترى عالمك غابة
متوحشة.
من الطبيعى اْن تساْل نفسك ماذا فعلت مع هؤلاء حتى تقابل بهذه
التصرفات البشعة. الاجابة بسيطة، لاْنك انسان طيب وتتساءل كيف ترد؟ هل
تبادر بالانتقام والمعاملة بالمثل اْم تكتفى بالكره والاحتقار والحقد على
منابع الاْذى؟ كيف تقاوم الشر وسلاحك الحب والنقاء؟ هل البقاء للاْقوى
بخيانته اْم البقاء للاْقوى بنقائه وطيبته؟
قف.. وفكر قليلا ولا تترك
قلبك للاْحقاد الرخيصة.. ما وظيفة العقل اذن؟ حاول هجر كل تفكير سىء فاْنت
الاْقوى بطيبتك وقلبك النقى، ثق بربك ثم بنفسك ثق، ثم فى الحب والخير
والحياة.
محتمل جدا اْن تضيع الحقيقة وسط الزحام وتجد نفسك تثق فى اْناس
لا يستحقون، فترى حظك وحقك وسعادتك تضيع منك، اْنذاك، تذكر اْن للكون ربا
لا تاْخذه سنة ولا نوم، ربا يراك ويراهم، ربا يعلم بخفايا النفوس ويجيب
دعوة كل مظلوم ومضطر. حين تثق بربك تجد نفسك اْنك اْنت، اْنت الاْقوى من
جميع هؤلاء وتاْكد اْن القوة من القوى الجبار.
محتمل جدا اْن تخدع فى الحب، فتحب من لا يستحق حبك ويتسلى بمشاعرك النبيلة ويلهو بصدق نبضات قلبك.
محتمل جدا اْن تصدم فيحدث زلزال فى قلبك وعقلك وكيانك، من حقك اْن تبكى مرارة الخديعة لكن لاتنصدم، تمالك نفسك ولا تسقط الا واقفا.