شركة بن سلطان التطويرية
شركة بن سلطان التطويرية
شركة بن سلطان التطويرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شركة بن سلطان التطويرية

شّـركة بّـنٌ سًـلَطٌآنٌ آلَتُطٌوِيّريّة | آسًـمِ يّتُردُدُ وِثًـقَة تُتُجَ ـدُدُ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ben sO!tan
مؤسس الشركة
مؤسس الشركة
Ben sO!tan


جنسى : ذكر
مزاجى : : شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Tdkz3fsvsvl1
مشاركاتى: : 1087
نقاطي : : 46555
تاريخ ميلادى : 06/12/1997
تعرفت على الشركة فى : : 24/02/2012
عمرى : : 26
أوسمة النشاط:: : وسام أفضل إدارى

شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Empty
مُساهمةموضوع: شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث   شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث I_icon_minitimeالسبت مايو 19, 2012 5:33 pm




الســـــــلام عليــــــــــكــــــم


هذا موضوع نرجو منكم التفاعل معه


وهو عبارة عن تخريج للأحاديث النبوية
لتصبح بإذن الله موسوعة كبيرة لمساعدة الباحثين في تخريج الأحاديث
وممكن نستعين بموقع درر السنية
وللتعامل مع الموقع
نضع بين أيديكم شريط أدوات موقع الدررالسنية
والذي سيجعل الوصول إلى أي صفحة من صفحات الموقع بضغطة زر واحدة. كما
سيمكّنكم من البحث السريع في أي صفحة من صفحات الموقع دون الحاجة للدخول
إلى رابط الموقع. إلى غير ذلك من المزايا.







مزايا الشريط


  • تحقق من صحة الحديثدون الحاجة إلى كتابته!



  • من
    خلال تصفحك لشبكة الإنترنت تصادفك العديد من الأحاديث النبوية ما بين صحيح
    وضعيف. ستتمكن خلال هذا الشريط أن تتحقق من صحة الحديثبمجرد تظليل أي جزء
    منه والنقر بزر الفأرة الأيمن كما هو موضح في الصورة.








    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Features0


  • الانتقال السريع والمباشر إلى أي صفحة من صفحات الموقع


    أينما كنت في فضاء الانترنت، فالقائمة المنسدلة ستنقلك إلى أي صفحة في موقع الدررالسنية بشكل مباشر


    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Features1

  • البحث السريع والشامل لجميع صفحات الموقع






    اكتب الكلمة أو العبارة ثم اضغط على زر بحث شامل ليعرض لك نتيجة البحث في قاعدة البيانات الضخمة للموقع.



    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Features2






[size=21]وهكــذا ... [/size]




[size=21]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث H البحث السريع في الموسوعة الحديثية[/size]

[size=21]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث T البحث السريع في الموسوعة التاريخية [/size]

شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث K [size=21]البحث السريع في فهارس المكتبة [/size]
[size=21]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث M البحث السريع في فهارس محتويات الكتب [/size]
[size=21]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث G البحث السريع في محرك البحث جوجل[/size]
[size=21]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث F إرسال رابط الصفحة الحالية إلى صديق بكل سهولة [/size]
[size=21]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث P حفظ الصفحة الحالية على هيئة صورة من نوع (JPG) أو صفحة (MHT)
[/size]










[size=21]طريقة التركيب [/size]




]متوافق مع جميع إصدارات ويندوز 95، 98، Vista، XP]









  • قم بالضغط على أحد الرابطين أدناه حسب واجهة متصفح الانترنت لديك:




  • قم بالضغط على زر تشغيل أو Run

  • انتظر حتى يتم التحميل

  • اضغط مرة أخرى على زر تشغيل أو Run

  • اضغط على زر Install



  • شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Setup1








  • اضغط على زر Close


شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Setup2










  • سيتم فتح نافذة جديدة للمتصفح وسيظهر الشريط في أعلى المتصفح



  • شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Toolbar



  • طريقة إزالة الشريط

    • من القائمة المنسدلة، اختر إزالة الشريط



    • [center]شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Remove1

  • اختر Yes











      • شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Remove2





    اختر Yes








    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Remove3








    وننتظر تفاعلكم




    ونبدأ بـــــــــــســـــــــــــــــم الله







    تخريج حديث ( ما أحل الله في كتابه فهو حلال ) والحكم عليه



    سؤالي
    حول حديث : " ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت
    عنه فهو عافية ، فاقبلوا من الله العافية ، فإن الله لم يكن نسيا ، ثم تلا
    هذه الآية ( وما كان ربك نسيا ) " هذا الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه
    الله في السلسلة الصحيحة 5 صفحة رقم 325 , وحسنه في صفحة رقم 14 في غاية
    المرام .




    لكنه
    حسب موقع الدرر السنية قد قال عن هذا الحديث أشياء كثيرة فمثلا : " إسناده
    ضعيف جدا لكن معناه صحيح ثابت " و " إسناده صالح " و " إسناده صحيح " و "
    صحيح موقوفاً ويمكن تحسينه بشاهده مرفوعاً " و " في إسناده سيف بن هارون
    البرجمي ضعفه جماعة ووثقه أبو نعيم " و " ضعيف "


    وقال عنه الشيخ أبو إسحاق الحويني على موقعه " ضعيف "
    فما رأيكم في هذا الحديث ؟ وهل يصح لنا أن نحتج به ؟




    وهل نترك الأحاديث التي تضارب فيها أقوال أهل العلم ؟.









    الحـــــــمــــــــد لله




    أولاً :



    روي هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، وهم :

    1- عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا بلفظ :

    (
    مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلَالٌُ ، وَمَا حَرَّمَ فَهوَ
    حَرَامٌ ، وَمَا سَكَتَ عَنهُ فَهُوَ عَفْوٌ ، فَاقبَلُوا مِنَ اللهِ
    عَافِيَتَه ( وَمَا كَانَ رَبُّك نَسِيَّا ) أخرجه الدارقطني في سننه
    (2/137) والحاكم في المستدرك (2/406) (10/12) والطبراني في مسند الشاميين
    (3/209) من طرق عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه عن أبي الدرداء عن النبي
    صلى الله عليه وسلم به .

    وهذا
    إسناد منقطع ، فإن الانقطاع ظاهر بين رجاء بن حيوة وأبي الدرداء ، إذ وفاة
    رجاء كانت سنة 112 هـ ، ووفاة أبي الدرداء سنة 32 هـ .

    قال ابن حجر في ترجمة رجاء بن حيوة "تهذيب التهذيب" (3/229) : " روايته عن أبي الدرداء مرسلة " انتهى .
    وقال الذهبي رحمه الله عن هذا الحديث : " إسناده منقطع " انتهى .
    "المهذب في اختصار السنن الكبرى للبيهقي" (8/3975) .
    وكذا قال المعلمي رحمه الله في "الأنوار الكاشفة" (301) .
    2-
    عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، بلفظ : ( سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَى
    اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عَنِ السَّمنِ وَالجبنِ والفِراءِ فَقَالَ :
    الحَلالُ مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ ، وَالحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللهُ
    فِي كِتَابِه ، وَمَا سَكَتَ عَنهُ فَهوَ مِمَّا عَفَا عَنهُ ) أخرجه
    الترمذي (1726) وابن ماجه (3367) والحاكم في المستدرك (4/129) ومن طريقه
    البيهقي في الكبرى (9/320)(10/12) ، وأخرجه الطبراني في الكبير (6/250) من
    طريق سيف بن هارون البرجمي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان به .

    قال
    المزي في "تهذيب الكمال" (8/255) : " فيه سيف بن هارون ، قال ابن معين :
    ليس بذاك وقال النسائي : ضعيف ، وقال الدارقطني : ضعيف متروك " انتهى .

    وقال
    الترمذي : " وهذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، وروى
    سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله ، وكأن الحديث
    الموقوف أصح ، وسألت البخاري عن هذا الحديث فقال : ما أراه محفوظا ، روى
    سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان موقوفا ، قال البخاري : وسيف
    بن هارون مقارب الحديث " انتهى .

    وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (2/10) :
    " قال أبي : هذا خطأ ، رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ليس فيه سلمان ، وهو الصحيح " انتهى .
    وقال أحمد : منكر ، وأنكره ابن معين أيضا .
    كذا نقله ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/69) .
    وقال الشيخ الألباني في "التعليقات الرضية" (3/54) :
    " إسناده ضعيف جدا ، ولكن معناه صحيح ثابت " انتهى .
    3-
    عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
    إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا ، وَحَدَّ حُدُودًا فَلا
    تَعتدُوهَا ، وَحَرَّمَ أَشيَاءَ فَلا تَنتَهِكُوهَا ، وَسَكَتَ عَن
    أَشيَاءَ رَحمَةً لَكم مِن غَيرِ نِسيانٍ فَلا تَبحَثُوا عَنهَا )

    رواه جماعة من أهل العلم كلهم من طريق داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة به .
    واختلف على داود بن أبي هند :
    فرواه حفص بن غياث موقوفا عليه كما عند البيهقي (10/12) وتابعه يزيد بن هارون على وقفه كما ذكره الدارقطني في "العلل" (6/324) .
    ورواه
    علي بن مسهر مرفوعا عند البيهقي في الكبرى (10/12) وكذا إسحاق الأزرق عند
    الدارقطني (4/184) ومحمد بن فضيل كما ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" (6/324)
    .

    قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/68) :
    " له علتان :
    إحداها : أن مكحولا لم يصح له السماع عن أبي ثعلبة ، كذلك قال أبو شهر الدمشقي وأبو نعيم الحافظ وغيرهما .
    الثانية:
    أنه اختلف في رفعه ووقفه على أبي ثعلبة ، ورواه بعضهم عن مكحول من قوله ،
    لكن قال الدارقطني "العلل" (6/324) : الأشبه بالصواب المرفوع ، قال : وهو
    أشهر " انتهى .

    وقال ابن حجر : " رجاله ثقات إلا أنه منقطع " انتهى . "المطالب العالية" (3/271) .
    وقال الذهبي : " منقطع " انتهى . "المهذب" (8/3976) .
    وقال الألباني : " في إسناده انقطاع " انتهى . "تحقيق رياض الصالحين" (1841) .
    والحاصل : أن أسانيد هذا الحديث لا تخلو من ضعف ، ولكن هل يمكن أن تتقوى بمجموعها ؟
    ذهب بعض أهل العلم إلى ذلك
    ، فقد حسن النووي حديث أبي ثعلبة كما في الأذكار (505) ، وصححه ابن القيم
    في إعلام الموقعين (1/221) وابن كثير في تفسيره (1/405) وقال الألباني في
    تحقيق الإيمان لابن تيمية (43) : حسن بشاهده .

    وحسَّن الألباني حديث سلمان الفارسي في صحيح الترمذي (1726) وقال في المشكاة (4156) : صحيح موقوفا ، يمكن تحسينه بشاهده مرفوعا .
    لكن
    ذهب آخرون إلى أن الضعف الشديد الذي في طرق هذا الحديث يمنع تقوية الحديث
    بمجموع طرقه ، فحديث أبي الدرداء انقطاعه بيِّن ظاهر ، وحديث سلمان الفارسي
    رفعه خطأ منكر ، وحديث أبي ثعلبة منقطع ومختلف في رفعه .

    وقد
    صح هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما من كلامه . أخرجه أبو داود
    (3800) ، قال ابن كثير في إرشاد الفقيه (1/367) : إسناده صحيح .

    وصححه الألباني في صحيح أبي داود ومشكاة المصابيح (4074) .
    كما أن معنى الحديث الإجمالي مقرر في قواعد الدين وأصوله ، ومحل استشهاد وقبول عند أهل العلم .
    قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (4/185) : " معنى هذا الحديث ثابت في الصحيح " انتهى .
    وقال
    أبو بكر بن السمعاني : " هذا الحديث أصل كبير من أصول الدين وفروعه ، قال :
    وحكي عن بعضهم أنه قال : ليس في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث
    واحد أجمع بانفراده لأصول الدين وفروعه من حديث أبي ثعلبة " انتهى .

    "جامع العلوم والحكم" (2/70) .
    وللاستزادة من معنى الحديث وشرحه انظر : شرح ابن رجب على هذا الحديث في "جامع العلوم والحكم" شرح الحديث الثلاثون (2/68-87) .
    ثـــــــــانــــيــــــــاً :
    ينبغي
    التنبه إلى أن حكم بعض العلماء بالصحة أو الضعف على حديث معين ، قد يكون
    المقصود به طريقاً معينة من طرق الحديث وليس حكماً على الحديث بكل طرقه ،
    بمعنى أن العالم قد يحكم على إحدى الطرق بالضعف مثلا ، ثم يحكم في مكان آخر
    على طريق أخرى للحديث نفسه بالصحة ، وليس ذلك تناقضاً وإنما اختلفت الطريق
    المحكوم عليها ، وهذا هو الذي وقع من الشيخ الألباني في كلامه على الحديث
    الذي معنا ، أنه صححه من رواية أبي الدرداء ، وضعف إسناده من رواية سلمان
    الفارسي لكنه حسنه بشاهده أي هو حسن لغيره عنده ، وليس ذلك تناقضاً بل
    تفصيل يقتضيه علم الحديث .

    والواجب
    على المسلم اتباع الحق فيما يظهر له بعد البحث والاجتهاد ، فإن لم يكن له
    وسع في الاجتهاد اكتفى بتقليد من يثق بعلمه وأمانته من أهل العلم المشهورين
    ، ولا يلتفت إلى غيره ، وهذا يعم المسائل الحديثية والفقهية .


    والله أعلم .




    المــــــصـــــــــدر





    الإسلام سؤال وجواب






    تـــــــــــــابــــــعــــــــونـــا




    منقول

    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://bensoltan.yoo7.com
    Ben sO!tan
    مؤسس الشركة
    مؤسس الشركة
    Ben sO!tan


    جنسى : ذكر
    مزاجى : : شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Tdkz3fsvsvl1
    مشاركاتى: : 1087
    نقاطي : : 46555
    تاريخ ميلادى : 06/12/1997
    تعرفت على الشركة فى : : 24/02/2012
    عمرى : : 26
    أوسمة النشاط:: : وسام أفضل إدارى

    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Empty
    مُساهمةموضوع: رد: شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث   شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث I_icon_minitimeالسبت مايو 19, 2012 5:34 pm



    [center]الحديث الثاني
    حديث: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )
    قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في (كتاب الأيمان والنذور) من صحيحه:
    حدثنا
    عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب ـ وهو يسير في ركب يحلف
    بأبيه ـ فقال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).


    المبحث الأول/ التخريج:
    أورد البخاري هذا الحديث في خمسة مواضع من صحيحه هذا أحدها في (باب "لا تحلفوا بآبائكم")،
    والثاني في (كتاب الشهادات، باب كيف يستحلف؟) ولفظه: حدثنا موسى بن
    إسماعيل حدثنا جويرية قال: ذكر نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن
    النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت
    والثالث في (كتاب مناقب الأنصار، باب أيام الجاهلية) ولفظه: حدثنا قتيبة
    حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن
    النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا من كان حالفاً فلا يحلف إلاّ بالله، فكانت قريش تحلف بآبائها فقال: لا تحلفوا بآبائكم
    والرابع في (كتاب الأدب) في (باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأوّلاً أو
    جاهلاً) ولفظه: حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله
    عنهما: أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه فناداهم رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله وإلاّ فليصمت).
    والخامس في (كتاب التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها)
    ولفظه: حدثنا أبو نعيم حدثنا ورقاء عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي
    الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفاً فليحلف بالله).

    ورواه
    مسلم عن تسعة من مشايخه بأسانيده إلى نافع بمثل رواية البخاري في (كتاب
    الأدب)، ورواه عن أربعة من مشايخه عن إسماعيل عن عبد الله بن دينار عن ابن
    عمر بمثل رواية البخاري في (أيام الجاهلية).

    ورواه
    الترمذي في جامعه في (كتاب النذور والأيمان، باب ما جاء في كراهية الحلف
    بغير الله) ولفظه: حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه سمع
    النبي صلى الله عليه وسلم عمر وهو يقول: وأبي وأبي فقال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم
    فقال عمر: فو الله ما حلفت به بعد ذلك ذاكراً ولا آثراً. قال: وفي الباب:
    عن ثابت بن الضحاك، وابن عباس، وأبي هريرة، وقتيلة، وعبد الرحمن بن سمرة.

    قال
    أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. قال أبو عيسى: قال أبو عبيد: معنى
    قوله (ولا آثراً) أي: لم آثره عن غيري، يقول: لم أذكره عن غيري. حدثنا هناد
    حدثنا عبدة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم أدرك عمر وهو في ركب وهو يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ليحلف حالف بالله أو ليسكت)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

    وأخرجه
    النسائي في (باب التشديد في الحلف بغير الله تعالى) فقال: أخبرنا عليّ بن
    حجر عن إسماعيل ـ وهو ابن جعفر ـ قال حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر
    قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله، وكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: لا تحلفوا بآبائكم
    أخبرني زياد بن أيوب قال حدثنا ابن علية قال حدثنا يحيى بن أبي إسحاق قال
    حدثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله قال سالم بن عبد الله:
    سمعت عبد الله ـ يعني ابن عمر ـ وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)، ورواه في (باب الحلف بالآباء) عن شيخيه عبيد الله بن سعيد، وقتيبة بن سعيد بمثل رواية قتيبة بن سعيد عند الترمذي.

    ورواه
    ابن ماجه في (كتاب الكفارات، باب من حلف له بالله فليرض) ولفظه: حدثنا
    محمد بن إسماعيل بن سمرة حدثنا أسباط بن محمد عن محمد بن عجلان عن نافع عن
    ابن عمر قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يحلف بأبيه فقال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض بالله فليس من الله).

    ورواه
    مالك في (الموطأ) عن نافع عن ابن عمر ومتنه: أن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب وهو يحلف بأبيه، فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).

    ورواه
    البخاري في صحيحه عن سعيد بن عفير بسنده إلى سالم بن عبد الله عن عبد الله
    بن عمر عن عمر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)، قال عمر: فو الله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً ولا آثراً. وروى نحوه النسائي وابن ماجه.

    وللحديث شواهد كثيرة منها: ما رواه النسائي وأبو داود بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون).
    وقال الحافظ في (الفتح): ووقع في (مصنف ابن أبي شيبة) من طريق عكرمة قال: قال عمر: حدثت قوماً فقلت: لا وأبي، فقال رجل من خلفي: (لا تحلفوا بآبائكم)، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لو أن أحدكم حلف بالمسيح هلك والمسيح خير من آبائكم)، قال الحافظ: وهذا مرسل يتقوى بشواهده.
    ومنها
    ما رواه الترمذي في جامعه حيث قال: حدثنا قتيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن
    الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة أن ابن عمر سمع رجلاً يقول: لا
    والكعبة، فقال ابن عمر: لا يحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم يقول: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك
    قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وفسر هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله
    (فقد كفر أو أشرك) على التغليظ، والحجة في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صلى
    الله عليه وسلم سمع عمر يقول: وأبي وأبي فقال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)، وحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال في حلفه:واللات والعزى فليقل:لا إله إلا الله)، قال أبو عيسى: هذا مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الرياء شرك)، وقد فسر بعض أهل العلم هذه الآية: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}الكهف110 الآية، قال: لا يرائي.

    ورواه
    أبو داود في سننه فقال: حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال: سمعت
    الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة قال: سمع ابن عمر رجلاً يحلف والكعبة
    فقال له ابن عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حلف بغير الله فقد أشرك).


    المبحث الثاني/ التعريف برجال الإسناد:
    الأول:
    شيخ البخاري عبد الله مسلمة ـ وهو القعنبي ـ: قال الحافظ ابن حجر في
    (التقريب): عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي، أبو عبد الرحمن
    البصري، أصله من المدينة وسكنها مدة، ثقة عابد، كان ابن معين وابن المديني
    لا يقدمان عليه في الموطأ أحداً، من صغار التاسعة، مات في أول سنة إحدى
    وعشرين ـ أي بعد المائتين ـ، ورمز لكونه من رجال الجماعة سوى ابن ماجه.

    وقال
    المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين): عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي
    التيمي المدني، سكن البصرة، يكنى أبا عبد الرحمن، سمع مالك بن أنس،
    وإبراهيم بن سعد، وغير واحد. روى عنه البخاري ومسلم وأكثرا. انتهى.

    ونقل
    في (تهذيب التهذيب) توثيقه والثناء عليه، ومن ذلك: قول عبد الله بن داود
    الخريبي: ((حدثني القعنبي عن مالك، وهو والله عندي خير من مالك))، وقول ابن
    سعد: ((كان عابداً فاضلاً، قرأ عن مالك كتبه))، وقول العجلي: ((بصري ثقة،
    رجل صالح، قرأ مالك عليه نصف الموطأ، وقرأ هو على مالك النصف الباقي))،
    وقول ابن زرعة: ((ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه))، وقول الحنيني: ((كنا
    عند مالك فقيل: قدم القعنبي، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض)).
    انتهى. وقال الذهبي في (العبر): ((وهو أوثق من روى الموطأ)).

    الثاني:
    مالك ـ وهو ابن أنس ـ: قال الحافظ في (التقريب): مالك بن أنس بن مالك بن
    أبي عامر بن عمرو الأصبحي، أبو عبد الله المدني، الفقيه، إمام دار الهجرة،
    رأس المتقنين، وكبير المتثبتين، حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك
    عن نافع عن ابن عمر، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ـ أي بعد المائة ـ
    وكان مولده سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدي: بلغ تسعين سنة، ورمز لكونه من
    رجال الجماعة. ونقل في (تهذيب التهذيب) الكثير من ثناء الأئمة عليه، ومن
    ذلك: قول ابن عيينة: ((ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم))،
    وقول الشافعي: ((مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين)). وقول النسائي:
    ((ما عندي بعد التابعين أنبل من مالك، ولا أجل منه، ولا أوثق، ولا آمن على
    الحديث منه، ولا أقل رواية عن الضعفاء، ما علمناه حدث عن متروك إلا عبد
    الكريم)). وقول ابن حبان في (الثقات): ((كان مالك أول من انتقى الرجال من
    الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح،
    ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين، والفضل والنسك، وبه تخرج الشافعي)).
    وقول ابن مهدي: ((ما رأيت رجلاً أعقل من مالك))، ثم قال في ختام ترجمته:
    ومناقبه كثيرة جداً لا يحتمل هذا المختصر استيعابها، وقد أفردت بالتصنيف.
    وقال الذهبي في (العبر): قال معن القزاز وجماعة: ((حملت بمالك أمه ثلاث
    سنين))، وقال: قال ابن عيينة ـ وبلغه موت مالك ـ: ((ما ترك على ظهر الأرض
    مثله))، وترجم له في (تذكرة الحفاظ) وقال: قد كنت أفردت ترجمة مالك في جزء
    وطولتها في تاريخي الكبير. انتهى.

    الثالث:
    نافع مولى عبد الله بن عمر: قال الحافظ ابن حجر في (تقريب التهذيب): نافع
    أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات
    سنة سبع عشر ومائة أو بعد ذلك، ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقال في (تهذيب
    التهذيب): نافع الفقيه مولى ابن عمر، أبو عبد الله المدني، أصابه ابن عمر
    في بعض مغازيه، ونقل توثيق الأئمة له وثناءهم عليه، ومن ذلك قول البخاري:
    ((أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر)). وقول مالك: ((كنت إذا سمعت من
    نافع يحدث عن ابن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره)). وقول الخليلي:
    ((نافع من أئمة التابعين بالمدينة، إمام في العلم، متفق عليه، صحيح
    الرواية، منهم من يقدمه على سالم ومنهم من يقارنه به، ولا يعرف له خطأ في
    جميع ما رواه)).

    الرابع: صحابي
    الحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال الحافظ في (التقريب): عبد الله
    بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر
    يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة، وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة،
    وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو أول
    التي بعدها، ورمز لكونه حديثه في الكتب الستة.

    وقال الخزرجي في (الخلاصة): له ألف (1)
    وستمائة حديث وثلاثون حديثاً، اتفقا ـ أي البخاري ومسلم ـ على مائة
    وسبعين، وانفرد البخاري بأحد وثمانين، ومسلم بأحد وثلاثين. وذكر الحافظ في
    مقدمة الفتح: أن له عند البخاري مائتين وسبعين حديثاً. وقال ابن كثير في
    ترجمته في (البداية والنهاية): أبو عبد الرحمن المكي ثم المدني، أسلم
    قديماً مع أبيه ولم يبلغ الحلم، وهاجرا وعمره عشر سنين، وقد استصغر يوم
    أحد، فلما كان يوم الخندق أجازه وهو ابن خمس عشرة سنة، فشهدها وما بعدها،
    وهو شقيق حفصة بنت عمر أم المؤمنين أمهما زينب بنت مظعون أخت عثمان بن
    مظعون، وذكر كثيراً من أخلاقه الفاضلة وسجاياه الحميدة رضي الله عنه وعن
    أبيه وأخته وسائر الصحابة أجمعين.


    المبحث الثالث/ لطائف الإسناد وما فيه من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح الحديث:
    (1)
    رجال الإسناد الأربعة اتفق أصحاب الكتب الستة على إخراج حديثهم ما عدا شيخ
    البخاري عبد الله بن مسلمة القعنبي فلم يرو له ابن ماجه.

    (2) رجال الإسناد الأربعة مدنيون، وابن عمر رضي الله عنه مكي ثم مدني، وشيخ البخاري مدني ثم بصري.
    (3)
    رجال الإسناد الأربعة: كنية اثنين منهم أبو عبد الله وهما: مالك بن أنس
    وشيخه نافع مولى ابن عمر، وكنية اثنين منهم أبو عبد الرحمن وهما: ابن عمر
    رضي الله عنه، وعبد الله بن مسلمة القعنبي.

    (4) نافع هو مولى عبد الله بن عمر من أسفل، وعبد الله مولى نافع من أعلى، فالحديث من رواية مولى من أسفل عن مولى من أعلى.
    (5)
    هذا الإسناد مشتمل على السلسلة التي وصفها البخاري بأنها أصح الأسانيد على
    الإطلاق وهي: رواية مالك عن نافع عن ابن عمر. ويقال لها: السلسلة الذهبية.
    وفي (تهذيب التهذيب): قال محمد بن إسحاق الثقفي: سئل محمد بن إسماعيل عن
    أصح الأسانيد فقال: مالك عن نافع عن ابن عمر.

    (6)
    صيغ الأداء في جميع الإسناد (عن) إلا في رواية البخاري عن شيخه فهي
    التحديث. ويسمى مثل ذلك الإسناد المعنعن. والحكم في الإسناد المعنعن حمله
    على السماع متى كان الذي روى بالعنعنة سالماً من التدليس، أما إذا كان
    مدلساً فالحكم فيه التوقف لأنه يحتمل السماع، ويحتمل أن هناك واسطة بينه
    وبين من روى عنه بالعنعنة، فإن صرح بالسماع قبل وزال احتمال التدليس.

    (7)
    عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أحد العبادلة الأربعة في الصحابة وسبقت
    الإشارة إليهم في إسناد الحديث الثاني، وهو أحد المكثرين فيهم من الرواية
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأتي في الدرجة التالية بعد أبي هريرة
    رضي الله عنه.

    (Cool شيخ البخاري
    مشتهر باسمه ونسبته فيقال له عبد الله بن مسلمة، ويقال له القعنبي، وليس في
    رجال الكتب الستة من اسم أبيه مسلمة ممن يسمى عبد الله سواه.


    المبحث الرابع/ شرح الحديث:
    (1) قوله (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم): ورد النهى عن الحلف بغير الله على صيغ مختلفة هذا أحدها.
    ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم).
    ومنها قوله: (ألا من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله).
    ومنها قوله: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلاّ بالله، ولا تحلفوا إلاّ وأنتم صادقون).
    ومنها قول ابن عمر رضي الله عنهما: (لا يُحلف بغير الله، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك").
    (2) قوله (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت):
    قال في (الفتح): قال العلماء: السر في النهى عن الحلف بغير الله، أن الحلف
    بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده، وظاهر الحديث
    تخصيص الحلف بالله خاصة لكن قد اتفق الفقهاء أن اليمين تنعقد بالله وذاته
    وصفاته العلية، وقال: وكأن المراد بقوله (بالله) الذات لا خصوص لفظ الله.

    (3)
    السر في التنصيص على الآباء في منع الحلف بهم مع أن الحكم شامل لهم
    ولغيرهم أن الحلف بالآباء هو سبب الحديث، ولكونه عادة جاهلية كما في رواية
    البخاري في (باب أيام الجاهلية) ولفظه: (ألا من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله، فكانت قريش تحلف بآبائها فقال: لا تحلفوا بآبائكم).

    (4)
    النهي عن الحلف بغير الله لا يعارضه ما ورد في القرآن من إقسامه تعالى
    ببعض مخلوقاته، فذاك خاص به سبحانه، فهو سبحانه يقسم في كتابه بنفسه وبما
    شاء من مخلوقاته، وليس لغيره أن يقسم إلاّ به (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).

    (5) النهي عن الحلف بغير الله قد يعارضه ما ورد في حديث: (أفلح وأبيه إن صدق
    والجواب عن ذلك ما قاله الحافظ ابن حجر في (الفتح) بعد إشارته إلى الحديث
    المشار إليه قال: فإن قيل: ما الجامع بين هذا وبين النهي عن الحلف بالآباء؟
    أجيب: بأن ذلك كان قبل النهي، أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها
    الحلف، كما جرى على لسانهم عقرى حلقى. وما أشبه ذلك ثم ذكر وجوها أخرى
    وقال: وأقوى الأجوبة الأولان.

    (6)
    جاء عن سلف هذه الأمة ما يبين سلامتهم من الحلف بغير الله وبعدهم عن
    التعلق بغيره سبحانه، وبيان خطورة هذا الأمر، فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب
    رضي الله عنه يقول بعد أن قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال: (فو
    الله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً ولا آثراً).

    وقال
    الحافظ ابن حجر في (الفتح): قال الشعبي: (لأن أقسم بالله فأحنث، أحب إليَّ
    من أن أحلف بغيره فأبر)، ثم قال: وجاء مثله عن ابن عباس وابن مسعود وابن
    عمر.

    وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد)، في (باب قول الله تعالى:{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}البقرة22 قال: وقال ابن مسعود: ((لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقاً)).
    وقال
    حفيده الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتاب (فتح المجيد): ((ومن المعلوم أن
    الحلف بالله كاذباً كبيرة من الكبائر، لكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان
    أصغر، فإذا كان هذا حال الشرك الأصغر فكيف بالشرك الأكبر الموجب للخلود
    بالنار، كدعوة غير الله، والاستغاثة به، والرغبة إليه، وإنزال حوائجه به)).

    وقال
    حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله في كتاب (تيسير العزيز الحميد): ((وإنما
    رجح ابن مسعود رضي الله عنه الحلف بالله كاذباً على الحلف بغيره صادقاً،
    لأن الحلف بالله توحيد والحلف بغيره شرك، وإن قدر الصدق في الحلف بغير الله
    فحسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق، وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك، ذكره
    شيخ الإسلام ـ يعني ابن تيمية ـ، ثم قال: وفيه دليل على أن الحلف بغير الله
    صادقاً أعظم من اليمين الغموس، وفيه دليل على أن الشرك الأصغر أكبر من
    الكبائر، وفيه شاهد للقاعدة المشهورة وهي: ارتكاب أقل الشرَّين ضرراً إذا
    كان لابد من أحدهما)). انتهى.

    وهذا
    الأثر الذي أورده الشيخ محمد بن عبد الوهاب في (كتاب التوحيد) عن ابن
    مسعود رضي الله عنه قد ذكره الحافظ المنذري في كتاب (الترغيب والترهيب) في
    (باب الترهيب من الحلف بغير الله) فقال: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله
    عنه قال: (لأن أحلف بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغيره وأنا صادق)،
    ثم قال: رواه الطبراني موقوفاً، ورواته رواة الصحيح.

    (7) من فقه الحديث، وما يستنبط منه:
    (1) النهي عن الحلف بالآباء وبكل من سوى الله.
    (2) وجوب قصر الحلف على أن يكون بالله.
    (3) قضاء الإسلام على العادات المذمومة في الجاهلية.
    (4) الإشارة إلى عدم الإكثار من اليمين حيث قال: (من كان حالفاً).
    (5)
    أن الإنسان عند الحلف أمامه أمران لا ثالث لهما: إما الحلف بالله، وإما
    السكوت وعدم الحلف بغيره، ولو كان ذلك الغير بالغاً من التعظيم اللائق به
    ما بلغ كأنبياء الله ورسله وملائكته والكعبة، فلا يجوز أن يقول المسلم في
    حلفه: والنبي، وجبريل، والكعبة، وبيت الله، وحياتي، وحياتك، وحياة فلان،
    وغير ذلك من المخلوقات، لأن الحلف بغير الله لا يرضاه الله ولا يرضاه رسوله
    صلى الله عليه وسلم، بل جاءت سنة المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ
    بتحريمه والتحذير منه، وتقدم في الكلام على هذا الحديث ذكر بعض الأحاديث
    الصريحة في ذلك، وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}الحشر7، وقد نهانا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أن نحلف بغير الله فيتحتم علينا الانتهاء عن ذلك، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا
    كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
    أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
    اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً
    }الأحزاب36، وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}النور63.

    اللهم أرنا الحق حقاً ووفقنا لاتباعه، وأرنا الباطل باطلاً ووفقنا لاجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.
    المصدر: شبكة السنة
    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://bensoltan.yoo7.com
    Ben sO!tan
    مؤسس الشركة
    مؤسس الشركة
    Ben sO!tan


    جنسى : ذكر
    مزاجى : : شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Tdkz3fsvsvl1
    مشاركاتى: : 1087
    نقاطي : : 46555
    تاريخ ميلادى : 06/12/1997
    تعرفت على الشركة فى : : 24/02/2012
    عمرى : : 26
    أوسمة النشاط:: : وسام أفضل إدارى

    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Empty
    مُساهمةموضوع: رد: شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث   شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث I_icon_minitimeالسبت مايو 19, 2012 5:35 pm


    الحديث الثالث


    شرح حديث ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه)).

    قال
    الإمام مسلم رحمه الله في كتابه البر والصلة والآداب من صحيحه: حدثنا
    قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس (ح) وحدثنا قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن
    سعد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة ويزيد بن هارون كلهم عن
    يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى (واللفظ له) حدثنا عبد الوهاب ـ
    يعني الثقفي ـ سمعت يحيى بن سعيد أخبرني أبو بكر ـ وهو ابن محمد بن عمرو بن
    حزم ـ أن عمرة حدثته أنها سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يقول: ((
    ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه)).
    المبحث الأول: التخريج:
    هذا
    الحديث رواه مسلم من هذه الطرق عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر عن عمرة عن
    عائشة رضي الله عنها، ورواه من طريق أخرى إليها فقال: حدثني عمرو الناقد
    حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن
    النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

    ورواه البخاري في (كتاب الأدب)
    من صحيحه (باب الوصاة بالجار) فقال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني
    مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي
    الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((
    ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
    ورواه
    أبو داود في (كتاب الأدب) من سننه (باب في حق الجوار) فقال: حدثنا مسدد
    حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي الله
    عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((
    مازال جبريل يوصيني بالجار حتى قلت ليورثنه)).
    ورواه
    الترمذي في (كتاب البر والصلة) من جامعه (باب ما جاء في حق الجوار) فقال:
    حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر ـ هو ابن محمد
    بن عمرو بن حزم ـ عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((
    ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
    ورواه
    ابن ماجه في (كتاب الأدب) من سننه (باب حق الجوار) فقال: حدثنا أبو بكر بن
    أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون وعبدة بن سليمان (ح) وحدثنا محمد بن رمح
    أنبأنا الليث بن سعد جميعاً عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
    حزم عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((
    مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
    وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ولفظه عندهما: ((مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
    وأخرجه
    أبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وفيهما: أن
    عبد الله بن عمرو ذبح شاة فقال: أهديتم لجاري اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم يقول: ((
    مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
    وهذا لفظ أبي داود ونحوه لفظ الترمذي وقال عقبه: وفي الباب عن عائشة، وابن
    عباس، وأبي هريرة، وأنس، والمقداد بن الأسود، وعقبة بن عامر، وأبي شريح،
    وأبي أمامة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا
    الحديث عن مجاهد عن عائشة وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.

    وأخرجه الترمذي في جامعه، وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومتنه عندهما مثل متن حديث عائشة في (صحيح البخاري).
    وقال
    المنذري في (الترغيب والترهيب): وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول
    الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول: ((أوصيكم بالجار))
    حتى أكثر، فقلت: إنه يورثه. رواه الطبراني بإسناد جيد. انتهى. وفيه أنه
    حصل لأبي أمامة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حصل لرسول الله صلى
    الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام.

    وقال المنذري أيضاً: وعن
    رجل من الأنصار قال: خرجت مع أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا به
    قائم وإذا رجل مقبل عليه، فظننت أنه له حاجة فجلست، فوالله لقد قام رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جعلت أرثى له من طول القيام ثم انصرف، فقمت
    إليه فقلت: يا رسول الله، لقد قام هذا الرجل حتى جعلت أرثى لك من طول
    القيام. قال: ((
    أتدري من هذا ؟ قلت: لا، قال:
    جبريل صلى الله عليه وسلم مازال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، أما
    إنك لو سلمت عليه لرد عليك السلام
    )). رواه أحمد بإسناد جيد
    ورواته رواة الصحيح، وقال المنذري بعد سياق جملة من الأحاديث المشتملة على
    هذا المتن: وقد روي هذا المتن من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة رضي الله
    عنه.

    المبحث الثاني: التعريف بالرواة في الإسناد:
    الأول: شيخ مسلم قتيبة بن سعيد وقد تقدم في رجال إسناد الحديث الخامس.
    الثاني:
    شيخ مسلم محمد بن رمح، وهو محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي مولاهم المصري،
    ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ـ أي بعد المائتين ـ، قاله
    الحافظ في (تقريب التهذيب) ورمز لكونه من رجال مسلم وابن ماجه. وقال في
    (تهذيب التهذيب): محمد بن رمح بن المهاجر بن المحرر بن سالم التجيبي،
    مولاهم أبو عبد الله المصري الحافظ حكى عن مالك، وروى عن مسلمة بن عليّ
    الخشني، وابن لهيعة، والليث، ومفضل بن فضالة، ونعيم بن حماد، وجماعة. وعنه
    مسلم، وابن ماجه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم سماهم. ثم
    ذكر الكثير من ثناء الأئمة عليه وتوثيقه عن ابن الجنيد، وأبي داود، وابن
    ماكولا، وابن يونس، ومسلمة، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال فيه النسائي:
    ما أخطأ في حديث واحد. وختم ترجمته بقوله: وفي الزهرة روى عنه مسلم مائة
    حديث وواحد وستين حديثاً.

    الثالث: شيخ مسلم أبو بكر بن أبي شيبة تقدم في رجال إسناد الحديث الأول.
    الرابع:
    شيخ مسلم محمد بن المثنى، قال الحافظ في (التقريب): محمد بن المثنى بن
    عبيد العنـزي - بفتح النون والزاي - أبو موسى البصري المعروف بالزمن، مشهور
    بكنيته وباسمه، ثقة ثبت من العاشرة، وكان هو وبندار فرسي رهان وماتا في
    سنة واحدة، ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقال في (تهذيب التهذيب): محمد بن
    المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي، أبو موسى البصري الحافظ، المعروف
    بالزمن، روى عن عبد الله بن إدريس، وأبي معاوية، وخالد بن الحارث، ويزيد بن
    زريع، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهم سماهم. وروى عنه الجماعة، وغيرهم سماهم،
    وذكر الكثير من ثناء الأئمة عليه، ومن ذلك قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً احتج
    سائر الأئمة بحديثه. وقال الذهبي: حجّة. وقال السلمي عن الدار قطني: كان
    أحد الثقات. وقدمه على بندار، قال: وقد سئل عمرو بن عليّ عنهما فقال: ثقتان
    يقبل منهما كل شيء إلا ما تكلم به أحدهما في الآخر، قال: وكان في أبي موسى
    سلامة، وقال: مسلمة ثقة مشهور من الحفاظ. انتهى. وكانت وفاته سنة اثنتين
    وخمسين ومائتين، وولادته سنة سبع وستين بعد المائة.

    الخامس: مالك
    بن أنس، قال في (التقريب): مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر ابن عمرو
    الأصبحي، أبو عبد الله المدني الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير
    المتثبتين، حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر.
    من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ـ أي بعد المائة ـ وكان مولده سنة ثلاث
    وتسعين، وقال الواقدي: بلغ تسعين سنة، ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقد
    ذكرت ترجمته في رجال إسناد الحديث السابع عشر من الأحاديث التي اخترتها من
    صحيح البخاري.

    السادس: الليث بن سعد، قال في (التقريب): الليث بن
    سعد بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري، ثقة ثبت فقيه، إمام مشهور،
    من السابعة، مات في شعبان سنة خمس وسبعين ـ أي بعد المائة ـ ورمز لكونه من
    رجال الجماعة. وقد ذكرت ترجمته في رجال إسناد الحديث الحادي عشر من
    الأحاديث التي اخترتها من صحيح البخاري.

    السابع: عبدة ـ وهو ابن
    سليمان ـ قال في (التقريب): عبدة بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي، يقال
    اسمه عبد الرحمن، ثقة ثبت من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ـ أي بعد
    المائة وقيل بعدها ـ، ورمز لكونه من رجال الجماعة. وذكر في (تهذيب التهذيب)
    جماعة روى عنهم منهم: إسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعاصم
    الأحول، وغيرهم. وجماعة رووا عنه منهم: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة،
    وغيرهم. وذكر توثيقه عن أحمد، وابن معين، والعجلي، وابن سعد، وعثمان بن أبي
    شيبة، والدار قطني.

    الثامن: يزيد بن هارون، قال في (التقريب):
    يزيد بن هارون بن زاذان السلمي مولاهم، أو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من
    التاسعة، مات سنة ست ومائتين، وقد قارب التسعين، ورمز لكونه من رجال
    الجماعة. وقد ذكرت ترجمته في رجال إسناد الحديث الخامس من الأحاديث التي
    اخترتها من صحيح البخاري.

    التاسع: عبد الوهاب الثقفي، قال في
    (التقريب): عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، أبو محمد البصري،
    ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين، من الثامنة، مات سنة أربع وتسعين ـ أي بعد
    المائة، عن نحو من ثمانين سنة ـ، ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقد ذكرت
    ترجمته في رجال إسناد الحديث الرابع عشر من الأحاديث التي اخترتها من صحيح
    البخاري.

    العاشر: يحيى بن سعيد ـ وهو الأنصاري ـ قال الحافظ في
    التقريب: يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، من الخامسة، مات سنة أربع
    وأربعين ـ أي بعد المائة ـ، ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقال الخزرجي في
    (الخلاصة): يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة الأنصاري النجاري،
    قاضي المدينة. عن أنس، وابن المسيب، والقاسم، وعراك بن مالك، وخلق. وعنه
    الزهري، والأوزاعي، ومالك، والسفيانان، والحمادان، والجريران، وأمم.

    قال
    المديني: له نحو ثلاثمائة حديث. وقال ابن سعد: ثقة حجة كثير الحديث. وقال
    أبو حاتم: يوازي الزهري في الكثرة. وقال أحمد: يحيى بن سعيد أثبت الناس.
    وذكر المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين)، والحافظ في (تهذيب التهذيب)
    أنه يكنى أبا سعيد. وذكر في (تهذيب التهذيب) الكثير من ثناء الأئمة عليه،
    ونقل توثيقه عن ابن سعد، والعجلي، والنسائي، وأحمد، ويحيى بن معين، وأبي
    حاتم، وأبي زرعة. وذكر عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان يدلس قال: لما سئل
    عنه وعن محمد بن عمرو بن علقمة: أما محمد بن عمرو فرجل صالح ليس بأحفظ
    للحديث، وأما يحيى بن سعيد فكان يحفظ ويدلس.

    الحادي عشر: أبو بكر
    بن محمد بن عمرو بن حزم، قال في (التقريب): أبو بكر بن محمد بن عمرو بن
    حزم الأنصاري النجاري ـ بالنون والجيم ـ المدني القاضي، اسمه وكنيته واحد،
    وقيل: إنه يكنى أبا محمد، ثقة عابد من الخامسة، مات سنة عشرين ومائة، وقيل
    غير ذلك، ورمز لكونه من رجال الجماعة.

    وقال المقدسي في (الجمع
    بين رجال الصحيحين): قاضي أهل المدينة زمن سليمان وعمر بن عبد العزيز،
    يقال: اسمه أبو بكر وكنيته أبو محمد، سمع عمرو بن سليم، وعمرة بنت عبد
    الرحمن، وعباد بن تميم، وعمر بن عبد العزيز عندهما ـ أي في الصحيحين ـ
    وقال: روى عنه يحيى الأنصاري، وابنه عبد الله بن أبي بكر عندهما. وذكر
    الحافظ في (تهذيب التهذيب) أسماء جماعة روى عنهم، وجماعة رووا عنه وقال:
    وروى عن خالته عمرة بنت عبد الرحمن، وقال: قال ابن سعد: فولد محمد بن عمرو
    بن حزم عثمان وأبا بكر الفقيه، وأم كلثوم، وأمهم كبشة بنت عبد الرحمن بن
    سعد بن زرارة، وذكر كثيراً من ثناء الأئمة عليه، ونقل توثيقه عن ابن معين،
    وابن خراش، والواقدي.

    الثاني عشر: عمرة وهي بنت عبد الرحمن، قال
    الحافظ في (التقريب): عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية
    المدنية، أكثرت عن عائشة، ثقة، ماتت قبل المائة ويقال بعدها، ورمز لكون
    حديثها في الكتب الستة. وذكر في (تهذيب التهذيب) جماعة رووا عنها منهم:
    ابنها أبو الرجال، وابن أختها أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابنه عبد
    الله بن أبي بكر، ويحيى وسعد وعبد ربه أولاد سعيد بن قيس الأنصاري، وغيرهم
    سماهم، وذكر أنها روت عن عائشة، وأختها لأمها أم هشام بن حارثة بن النعمان،
    وحبيبة بنت سهل، وأم حبيبة حمنة بنت جحش. وذكر ثناء الأئمة عليها، ونقل
    توثيقها عن ابن معين، والعجلي، وابن المديني.

    الثالث عشر: عائشة
    أم المؤمنين رضي الله عنها، قال الحافظ في (التقريب): عائشة بنت أبي بكر
    الصديق أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقاً، وأفضل أزواج النبي صلى الله عليه
    وسلم إلاّ خديجة ففيها خلاف شهير، ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح، ورمز
    لكون حديثها في الكتب الستة.

    وقال الخزرجي في (الخلاصة): عائشة
    بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، التيمية أم عبد الله الفقيهة، أم
    المؤمنين الربانية، حبيبة النبي صلى الله عليه وسلم ، لها ألفان ومئتان
    وعشرة أحاديث، اتفقا ـ أي البخاري ومسلم ـ على مائة وأربعة وسبعين، وانفرد
    البخاري بأربعة وخمسين، ومسلم بثمانية وستين.

    وعنها: مسروق، والأسود، وابن المسيب، وعروة، والقاسم، وخلق. قال عليه الصلاة والسلام: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
    وقال عروة: ما رأيت أعلم بالشعر من عائشة، وقال القاسم: كانت تصوم الدهر.
    وقال هشام بن عروة: توفيت سنة سبع وخمسين، ودفنت بالبقيع. وذكر الحافظ في
    مقدمة الفتح أن لها في صحيح البخاري مائتين واثنين وأربعين حديثاً.

    وقال
    المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين): عائشة بنت أبي بكر الصديق أم
    المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، المبرأة من قول أهل الإفك من فوق
    سبع سموات، تكنى بابن أختها عبد الله بن الزبير، سمعت النبي صلى الله عليه
    وسلم عندهما ـ أي في الصحيحين ـ، روت عن أبيها أبي بكر الصديق، وجدامة بنت
    وهب عند مسلم. روى عنها مسروق، وعروة، وغير واحد عندهما، وأبو هريرة، وعبد
    الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وغير واحد عند مسلم. تزوجها رسول الله
    صلى الله عليه وسلم بكراً، ولم يتزوج بكراً غيرها، وهي بنت ست، قبل الهجرة
    بسنتين، وبنى بها وهي بنت تسع، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت
    ثمان عشرة سنة، بين سحرها ونحرها، وكانت أحب أزواجه إليه وأكثرهن علماً
    وأفصحهن لساناً، توفيت سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين رضي الله
    عنها. وذكر الحافظ في (تهذيب التهذيب) جماعة روت عنهم، وكثيرين رووا عنها.
    وقال: قال الشعبي: كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت
    الصديق، حبيبة حبيب الله تعالى، المبرأة من فوق سبع سموات، ثم ذكر الكثير
    من الثناء عليها رضي الله عنها وأرضاها.

    وقال الحافظ ابن حجر في ترجمتها في (الإصابة): وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، وذكر كثيراً من مناقبها رضي الله عنها.


    المبحث الثالث: لطائف إسناده وما فيه من الشواهد التطبيقية لعلممصطلح الحديث:
    (1)
    أحد عشر راوياً من الرواة في الإسناد اتفق أصحاب الكتب الستة على إخراج
    حديثهم، أما الاثنان الباقيان فهما: شيخ مسلم (أبو بكر بن أبي شيبة) ولم
    يخرج حديثه الترمذي، وشيخ مسلم (محمد بن رمح) ولم يخرج له منهم سوى مسلم
    وابن ماجه.

    (2) قتيبة بغلاني من بغلان بلخ، ومحمد بن رمح والليث
    بن سعد مصريان، ويزيد بن هارون واسطي، وأبو بكر بن أبي شيبة وعبدة بن
    سليمان كوفيان، وعبد الوهاب الثقفي ومحمد بن المثنى بصريان، وباقي الإسناد
    وهم: مالك بن أنس، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن
    حزم، وعمرة بنت عبد الرحمن، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مدنيون.

    (3)
    قتيبة بن سعيد ذكره مسلم منسوباً في الطريق الأولى، وغير منسوب في الطريق
    الثانية، ولا لبس في عدم نسبته لأنه الرجل الوحيد الذي يسمى بهذا الاسم في
    رجال الكتب الستة.

    (4) محمد بن المثنى مشهور باسمه، وكنيته أبو
    موسى، وقد اشتهر بها أيضاً، ومعرفة ذلك من الأمور المهمة في علم مصطلح
    الحديث، لئلا يظن الواحد اثنين إذا ذكر في موضع بالاسم وفي آخر بالكنية.

    (5)
    محمد بن المثنى شيخ لأصحاب الكتب الستة، كل منهم روى عنه مباشرة، ولقبه
    الزمن، ومثله في ذلك أيضاً: محمد بن بشار الملقب بنداراً، وقد اتفق معه في
    سنة الولادة وسنة الوفاة، حيث ولدا معاً في السنة التي مات فيها حماد بن
    سلمة، وهي سنة سبع وستين ومائة، وماتا في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، ولهذا
    قال الحافظ في ترجمته في (التقريب): كان هو وبندار فرسي رهان وماتا في سنة
    واحدة.

    (6) في الإسناد راويان اشتهرا بالكنية بأبي بكر وهما:
    ابن أبي شيبة، وابن محمد بن عمرو بن حزم، وقيل: إنها اسم لابن محمد بن عمرو
    بن حزم وكنيته أبو محمد.

    وقال النووي في ترجمته في (تهذيب
    الأسماء): فكان للكنية كنية. ونقل عن الخطيب البغدادي أنه قال: لا نظير له
    في هذا إلاّ أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ـ أي أنه اسمه أبو
    بكر ـ وكنيته أبو عبد الرحمن.

    (7) عبدة ذكر في الإسناد غير منسوب
    وهو ابن سليمان، وقد نسب في الإسناد عند ابن ماجه، وتقدم في التخريج، ولا
    لبس في عدم نسبته لأنه ليس في رجال مسلم من يسمى عبدة سواه.

    (Cool
    الطرق التي روى مسلم الحديث منها: عن يحيى بن سعيد الأنصاري أربع، وقد
    استعمل فيها التحويل مراراً، وتقدم أن مسلماً يستعمل التحويل بكثرة بخلاف
    البخاري، لأن مسلماً يجمع طرق الحديث في موضع واحد غالباً، أما البخاري
    فيفرق الحديث على الأبواب لغرض الاستدلال.

    (9) الضمير في كلهم في
    الإسناد يرجع إلى شيوخ شيوخ مسلم الأربعة وهم: مالك بن أنس، والليث بن
    سعد، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ولم يذكر طريق عبد الوهاب الثقفي
    معهم بل أخرها، ولعل السر في ذلك أن الأربعة المذكورين روايتهم عن يحيى بن
    سعيد بصيغة عن. أما رواية عبد الوهاب عن يحيى فهي بصيغة: سمعت.

    (10)
    طريقة مسلم التي سلكها في كتابه: أنه إذا روى الحديث عن عدد من شيوخه نص
    على من له اللفظ منهم، فإنه رواه من طرق أربع وعند ذكر الطريق الرابعة وهي
    طريق محمد بن المثنى قال: واللفظ له. أي أن لفظ المتن الذي ساقه من رواية
    محمد بن المثنى. أما الباقون فبالمعنى، أما البخاري فقد ذكر الحافظ ابن حجر
    في (الفتح) أنه عُرف بالاستقراء من صنيع البخاري أنه إذا ذكر أكثر من طريق
    فاللفظ للأخير منها.

    (11) لما ذكر في الإسناد عبد الوهاب قال:
    يعنى الثقفي، ولما ذكر أبا بكر قال: وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم، ومثل هذا
    يرد كثيراً في الصحيحين، والغرض من ذلك الإيضاح والبيان، لأن الذين رووا
    عنهم ذكروهم بدون هذه النسبة، فحصلت الزيادة الموضحة المبينة وجاءت على هذه
    الصيغة دون أن يقال: عبد الوهاب الثقفي أو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن
    حزم، لأن الذين رووا عنهم لم ينسبوهم، فلو ذكرت نسبتهم بهذه الصيغة لكان
    مضافاً إليهم ما لم يقولوه، ولو اقتصر على ما ذكروه دون إيضاح احتمل أن
    يلتبس الأمر على بعض الناس، وبسلوك هذه الطريق الموضحة يزول كل من
    المحذورين المذكورين.

    (12) محمد بن رمح شيخ مسلم، ذكر الحافظ في
    (التقريب) والخزرجي في (الخلاصة) أن نسبته التجيبي مولاهم، ومن شيوخ مسلم
    حرملة بن يحيى التجيبي، وقد تقدم في رجال إسناد الحديث الثاني. وهذه النسبة
    بضم التاء المعجمة باثنتين من فوقها وكسر الجيم وتسكين الياء تحتها
    نقطتان، وفي آخرها باء موحدة كما في (اللباب) لابن الأثير، وذكر أن هذه
    النسبة إلى تجيب وهو اسم أم عدي وسعد بني أشرس بن شبيب بن السكون نسب
    ولدهما إليها، وإلى محلة بمصر، ثم مثل لمن ينسب إلى القبيلة بحرملة بن
    يحيى، ولمن ينسب إلى المحلة بمحمد بن رمح بن المهاجر، ويشكل على الأخير أن
    الحافظ في (التقريب) والخزرجي في (الخلاصة) قالا عنه: التجيبي مولاهم، وهو
    يفيد أن نسبته إلى القبيلة، لكن ذكر النووي في ترجمة حرملة في (تهذيب
    الأسماء) نقلاً عن أحمد بن الحباب النسابة أنه قال: وهذه القبيلة نزلت مصر
    وبها محلة تنسب إليها. انتهى، وعلى هذا فإن النسبة إلى المحلة لا تنافي
    النسبة إلى القبيلة.

    (13) يحيى بن سعيد الأنصاري وصفه يحيى بن
    سعيد القطان بأنه يدلس. وقد صرّح بالإخبار في روايته هذا الحديث عند مسلم،
    وعند البخاري أيضاً كما في التخريج.

    (14) هذا الإسناد فيه ثلاثة
    من التابعين يروي بعضهم عن بعض وهم: يحيى بن سعيد، وأبو بكر بن محمد بن
    عمرو بن حزم، وعمرة بنت عبد الرحمن.

    (15) في الإسناد يحيى بن
    سعيد وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهما تابعيان، مدنيان، أنصاريان،
    نجاريان، كل منهما تولى قضاء المدينة.

    (16) يحيى بن سعيد
    الأنصاري سمع من عمرة بنت عبد الرحمن مباشرة، وروى عنها بواسطة أبي بكر بن
    محمد بن عمرو بن حزم كما هنا، فروايته عن أبي بكر هذه من رواية الأقران
    المعروف في علم المصطلح، وهو أن يشترك تلميذان في الرواية عن شيخ ويكون أحد
    التلميذين روى عن زميله، فلو كان كل منهما قد روى عن الآخر سمي مدبجا.

    (17)
    عمرة هي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة خالة الراوي عنها في هذا الإسناد
    وهو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ولم ينسبها في الإسناد، ولا لبس في
    عدم نسبتها لأنه ليس في النساء اللاتي خرج حديثهن في صحيح مسلم من يسمى
    بهذا الاسم غيرها، وقد ذكر الحافظ في (تقريب التهذيب) ممن يسمى عمرة ستاً
    كلهن يروين عن عائشة رضي الله عنها، أربع منهن ليس لهن رواية في الكتب
    الستة، وواحدة منهن خرّج لها أبو داود في سننه، وهي في الطبقة الرابعة، أما
    عمرة بنت عبد الرحمن فحديثها في الكتب الستة.

    (18) يحيى بن سعيد
    الأنصاري وصفه أحمد بن حنبل بصفة تعتبر أعلى مراتب التعديل حيث قال فيه:
    يحيى بن سعيد أثبت الناس. قال الحافظ ابن حجر في (نخبة الفكر): وأرفعها ـ
    يعني مراتب التعديل ـ الوصف بأفعل كأوثق الناس أو أثبت الناس.

    (19)
    عبد الوهاب الثقفي تغير قبل موته بثلاث سنين، وتقدم أن ما كان في الصحيحين
    من الرواية عن المختلطين محمول على أن الرواية عنهم كانت قبل الاختلاط،
    على أن عبد الوهاب الثقفي لم يحدث بعد اختلاطه لأن الناس حجبوا عنه، كما
    ذكر ذلك الذهبي في ترجمته في (ميزان الاعتدال).

    (20) الصحابية في
    هذا الحديث عائشة رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن
    أبيها وجدها وأمها وإخوتها وسائر الصحابة أجمعين، وهي الصحابية الوحيدة
    التي زاد حديثها في الكتب الستة على ألف حديث، إذ بلغ جملة مالها في هذه
    الكتب ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، كما في (الخلاصة) للخزرجي، و(تدريب
    الراوي) للسيوطي.

    المبحث الرابع: شرح الحديث:
    (1)
    قوله (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه). قال في (الفتح):
    أي يأمر عن الله بتوريث الجار من جاره، واختلف في المراد بهذا التوريث
    فقيل: يجعل له مشاركة في المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب، وقيل: المراد أن
    ينـزل منـزلة من يرث بالبر والصلة، والأوّل أظهر، فإن الثاني استمر والخبر
    مشعر بأن التوريث لم يقع، ويؤيده ما أخرجه البخاري من حديث جابر نحو حديث
    الباب بلفظ: ((حتى ظننت أنه يجعل له ميراثاً)). وقال أيضاً: واسم الجار
    يشمل المسلم، والكافر، والعابد، والفاسق، والصديق، والعدو، والغريب،
    والبلدي، والنافع، والضار، والقريب، والأجنبي، والأقرب داراً والأبعد، وله
    مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأول كلها ثم
    أكثرها، وهلم جراً إلى الواحد، وعكسه من اجتمعت فيه الصفات الأخرى، كذلك
    فيعطى كل حقه بحسب حاله، وقد تتعارض صفتان فأكثر فيرجح أو يساوى، وقد حمله
    عبد الله بن عمرو أحد من روى الحديث على العموم، فأمر لما ذبحت له شاة أن
    يهدى منها لجاره اليهودي، أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) والترمذي وحسنه.

    (2) قال الحافظ في الفتح: وليس في شيء من طرقه ـ يعنى الحديث ـ
    بيان لفظ وصية جبريل إلاّ أن الحديث يشعر بأنه بالغ في تأكيد حق الجار
    وقال: قال الشيخ محمد بن أبي جمرة: حفظ الجار من كمال الإيمان، وكان أهل
    الجاهلية يحافظون عليه، ويحصل امتثال الوصية به بإيصال ضروب الإحسان إليه
    بحسب الطاقة، كالهدية والسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وتفقد حاله،
    ومعاونته فيما يحتاج إليه، وكف أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسية
    كانت أو معنوية، وقد نفى صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لم يأمن جاره
    بوائقه، وهي مبالغة تنبئ عن تعظيم حق الجار، وأن إضراره من الكبائر، قال:
    ويفترق الحال في ذلك بالنسبة للجار الصالح وغير الصالح، والذي يشمل الجميع
    إرادة الخير له وموعظته بالحسنى، والدعاء له بالهداية، وترك الإضرار له إلا
    في الموضع الذي يجب فيه الإضرار له بالقول والفعل، والذي يخص الصالح وهو
    جميع ما تقدم، وغير الصالح كفه عن الذي يرتكبه بالحسنى على حسب مراتب الأمر
    بالمعروف والنهى عن المنكر، ويعظ الكافر بعرض الإسلام عليه، وتبيين محاسنه
    والترغيب فيه برفق، ويعظ الفاسق بما يناسبه بالرفق أيضاً، ويستر عليه
    زلـله عن غيره، وينهاه برفق فإن أفاد فيه وإلا فيهجره قاصداً تأديبه على
    ذلك مع إعلامه بالسبب ليكف. انتهى.

    (3) قال الحافظ في (الفتح):
    وقال ابن أبي جمرة: إذا أكد حق الجار مع الحائل بين الشخص وبينه، وأمر
    بحفظه وإيصال الخير إليه، وكف أسباب الضرر عنه، فينبغي له أن يراعي حق
    الحافظين الذين ليس بينه وبينهم جدار ولا حائل، فلا يؤذيهما بإيقاع
    المخالفات في مرور الساعات، فقد جاء أنهما يسران بوقوع الحسنات ويحزنان
    بوقوع السيئات، فينبغي مراعاة جانبهما وحفظ خواطرهما بالتكثير من عمل
    الطاعات والمواظبة على اجتناب المعصية، فهما أولى برعاية الحق من كثير من
    الجيران. انتهى.

    (4) قال البخاري في صحيحه: (باب حق الجوار في
    قرب الأبواب) وساق بسنده إلى عائشة رضي الله عنها، قلت: يا رسول الله، إن
    لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: ((إلى أقربهما منك باباً)).

    فالأقرب
    باباً أولى بالهدية فيما إذا لم يكن الإهداء إلى الجميع، قال الحافظ في
    شرحه: قيل: الحكمة فيه أن الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره من هدية وغيرها،
    فيتشوف لها بخلاف الأبعد، وأن الأقرب أسرع إجابة لما يقع لجاره من المهمات
    ولاسيما في أوقات الغفلة.

    (5) من فقه الحديث وما يستنبط منه:
    (1) الوصية في البر والصلة.
    (2) التأكيد في وصية الجار بجاره والمبالغة في شأنها.
    (3) تكرار الوصية في الجار لإظهار العناية به.
    (4) الإيمان بالملائكة.
    (5) التنبيه إلى أولوية أقارب الإنسان ولاسيما الوارثين ببره وإحسانه.
    (6) أن من أكثر من شيء من أعمال البر يرجى له الانتقال إلى ما هو أعلى منه.
    (7) أن الظن إذا كان في طريق الخير جاز ولو لم يقع المظنون، بخلاف ما إذا كان في طريق الشر.
    (Cool جواز الطمع في الفضل إذا توالت النعم.
    (9) التحدث بما يقع في النفس من أمور الخير.
    (10) تنبيه الإنسان إلى رعاية حق الملائكة الموَكلين بحفظه، بأن يدخل عليهم السرور بفعله الطاعات ولا يسيء إليهم وإلى نفسه بفعل المعاصي.



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://bensoltan.yoo7.com
    xxعلم الحريةxx
    سلطانى خبير
    سلطانى خبير
    avatar


    جنسى : ذكر
    مزاجى : : شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث 1fedf7s51mgr
    مشاركاتى: : 128
    نقاطي : : 44154
    تاريخ ميلادى : 29/08/1999
    تعرفت على الشركة فى : : 13/04/2012
    عمرى : : 24
    أوسمة النشاط:: : وسام أفضل نائب مدير

    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث Empty
    مُساهمةموضوع: رد: شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث   شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 22, 2012 7:35 am

    شكرا على الموضوع المميز يسلممووو يا غالي
    تقبل مروري
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    شريط أدوات موسوعة تخريج الأحاديث
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » >>>>اضخم واكبر موسوعة شاملة من البرامج الاسلامية<<<<
    » كود شريط أخبار بي بي سي العربية
    » عمل شريط متحركـ علي النص
    » كود به شريط آيه الكرسي بأعلى المنتدى
    » اريد تركيب كود شريط الاهدائات

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    شركة بن سلطان التطويرية :: كافيه شركة بن سلطان التطويرى :: المنتدى الاسلامي-
    انتقل الى: